Aḥmad-i Yazdi (b. Yazd c. 1220/1805/ d. Tehran, c. 1320/1902)
هُوَ السُّلطانُ العَليمُ الحَكيمُ
هذه ورقة الفردوس تغنّی علی أفنان سدرة البقاء بألحان قدسٍ مليحٍ و تبشّر المخلصين الی جوار اللّه و الموحّدين الی ساحة قربٍ كريم و تخبر المنقطعين بهذا النّبأ الّذی فصّل من نبأ اللّه الملك العزيز الفريد * و تهدی المحبّين الی مقعد القدس ثمّ الی هذا المنظر المنير * قل ان هذا لمنظر الاكبر الّذی سطر في الواح المرسلين * و به يفصل الحقّ عن الباطل و يفرّق كلّ امر حكيم * قل انّه لشجر الرّوح الّذی اثمر بفواكه اللّه العلیّ المقتدر العظيم *
ان يا احمد
فاشهد بأنّه هو اللّه لا إله إلّا هو السّلطان المهيمن العزيز القدير و الّذی ارسله باسم علیّ هو حقّ من عند اللّه و انّا كلّ بأمره لمن العاملين قل يا قوم فاتّبعوا حدود اللّه الّتی فرضت فی البيان من لدن عزيز حكيم قل انّه لسلطان الرّسل و كتابه لأم الكتاب ان انتم من العارفين * كذلك يذكّركم الورقاء فی هذا السّجن و ما عليه الّا البلاغ المبين * فمن شإ فليعرض عن هذا النّصح * و من شإ فليتّخذ الی ربّه سبيلا * قل يا قوم ان تكفروا بهذه الايات فبأیّ حجّة آمنتم باللّه من قبل هاتوا بها يا ملأ الكاذبين * لا فو الّذي نفسی بيده لن يقدروا و لن يستطيعوا و لو يكون بعضهم لبعض ظهيرا *
يا احمد لا تنس فضلی في غيبتي * ثمّ ذكّر ايّامی في ايّامك ثمّ كربتی و غربتي في هذا السّجن البعيد * و كن مستقيما في حبّي بحيث لن يحوّل قلبك و لو تضرب بسيوف الأعدإ و يمنعك كلّ من في السّموات و الارضين * و كن كشعلة النّار لاعدائی و كوثر البقاء لاحبائي و لا تكن من الممترين * و ان يمسك الحزن فی سبيلی او الذّلة لأجل اسمی لا تضطرب فتوكّل علی اللّه ربّك و ربّ آبائك الأولين لأنّ النّاس يمشون فی سبل الوهم و ليس لهم من بصر ليعرفوا اللّه بعيونهم اويسمعوا نغماته باذانهم و كذلك اشهدناهم ان أنت من الشّاهدين * كذلك حالت الظّنون بينهم و قلوبهم و تمنعهم عن سبل اللّه العلیّ العظيم * و انّك أنت ايقن في ذاتك بأنّ الّذي اعرض عن هذا الجمال فقد اعرض عن الرّسل من قبل ثّم استكبر علی اللّه في ازل الازال الی ابد الابدين * فاحفظ يا احمد هذا اللّوح ثمّ اقرأه في ايّامك و لا تكن من الصّابرين * فان اللّه قد قدّر لقارئه اجر مأة شهيد * ثمّ عبادة الثّقلين كذلك مننّا عليك بفضل من عندنا و رحمة من لدنّا لتكون من الشّاكرين فو اللّه من كان فی شدّة او حزن و يقرأ هذا اللّوح بصدق مبين يرفع اللّه حزنه و كشف ضرّه و يفرّج كربه و انّه لهو الرّحمن الرّحيم * و الحمد للّه ربّ العالمين *
ثمّ ذكّر من لدنّا كلّ من سكن في مدينة اللّه الملك الجميل من الّذين هم آمنوا باللّه و بالّذي يبعثه اللّه في يوم القيمة و كانوا علی مناهج الحقّ لمن السّالكين
( ۱۵۲ )